أصدرت الهيئة الإسلامية العليا اليوم بياناً بخصوص الحصار المفروض على المسجد الأقصى المبارك منذ ستين يوما، واعتبرته الأخطر في تاريخه منذ الاحتلال الصهيوني للمدينة المقدسة، وتالياً نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
” ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيه اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم” البقرة 114
المسجد الأقصى المبارك تحت الحصار
يمر المسجد الأقصى المبارك ومنذ ستين يوما بأخطر مرحلة في تاريخه منذ الاحتلال الصهيوني للمدينة المقدسة، حيث تمنع سلطات الاحتلال المسلمين من دخوله بشكل شبه كامل، لا فرق في ذلك بين كبير أو صغير ولا بين رجل أو امرأة، مستغلة انشغال العالم ووسائل الإعلام بما يحصل في غزة من مذابح ومجازر وحشية. والأدهى من ذلك أنها تسمح لعتاة المستوطنين والمتطرفين من اليهود باقتحامه يوميا بالمئات وممارسة شعائرهم فيه دون وجه حق. وها هي تسمح لمسيرة المتطرفين للعربدة بداخله فيما يعرف بعيد الأنوار لديهم. كما تقوم بالتضييق على المدارس القائمة فيه بالإغلاق ومنع الطلبة والموظفين من الدخول إليه.
إن استمرار ذلك يشكل استيلاء حقيقيا على المسجد الأقصى المبارك وتغييرا للوضع القائم فيه، كما يؤسس لهدمه أو تقسيمه لا قدر الله تمهيدا لإقامة هيكلهم المزعوم. وإننا إذ نعلن رفضنا بشدة لهذه الممارسات لنؤكد على ما يلي:
- ندعو جماهير شعبنا في القدس والداخل الفلسطيني المحتل والضفة الغربية إلى ضرورة الاحتشاد وشد الرحال والرباط نحو المسجد الأقصى المبارك، والصلاة والرباط في الشوارع إن منعنا عنه. فالأقصى هو ثغرنا الذي ندافع عنه ونفديه بكل غال ونفيس ولن يؤتى من قبلنا أو نخذله بحول الله وقوته، وإننا على ثقة بأن الجماهير المقدسية التي نصرت الأقصى المبارك في باب الاسباط وباب الرحمة قادرة على فعل ذلك اليوم إن شاء الله، ولا ننسى أن الدماء التي تراق في غزة اليوم تدفع ثمنا لحرية وعزة المسجد الأقصى المبارك.
- إن الاستمرار في التضييق على رئيس الهيئة الإسلامية العليا فضيلة الشيخ عكرمة صبري بتهديده واقتحام بيته ومنعه من السفر، رغم شيخوخته وكبر سنه، يمثل اعتداءً على القدس وأهلها وخرقا فاضحا لكل الأعراف والقيم، خاصة وأن الهيئة الإسلامية العليا تمثل أعلى مرجعية شعبية وعلمائية في المدينة المقدسة.
- نحذر سلطات الاحتلال وقطعان مستوطنيه من الاستمرار في تنفيذ مخططاتهم في المسجد الاقصى المبارك، حيث أن ذلك ينذر بانفجار الأمة الإسلامية كلها في وجوههم، وما يحصل في غزة اليوم هو نتيجة مباشرة لعدم استماعهم لتحذيراتنا وصرخاتنا التي كنا نوجهها لهم على الدوام.
- ندعو الأمة الإسلامية جمعاء وعلى جميع الأصعدة الرسمية والشعبية إلى ضرورة نصرة وإغاثة أهلنا في القدس وفي غزة البطولة، فهم يقومون بالواجب نيابة عنا جميعا وقد قدموا في سبيل ذلك كل ما يملكون من أرواحهم وأموالهم نصرة لأقصاهم ومقدساتهم، سائلين الله عز وجل أن يرحم الشهداء وأن يشفي الجرحى وأن يكتب لنا نصرا عزيزا مؤزرا.
كما لا يفوتنا أن نتقدم بالتهنئة للأسرى المحررين من النساء والأطفال وإلى ذويهم، سائلين الله عزوجل أن يجعل ذلك مقدمة للفرج العاجل القريب عن جميع الأسرى والمعتقلين.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون